الخميس، 27 سبتمبر 2012

بقرة بنى اسرائيل

بقرة بنى اسرائيل




 


مكث موسى في قومه يدعوهم إلى الله. ويبدو أن نفوسهم كانت ملتوية بشكل لا تخطئه عين الملاحظة، وتبدو لجاجتهم وعنادهم فيما يعرف بقصة البقرة. فإن الموضوع لم يكن يقتضي كل هذه المفاوضات بينهم وبين موسى، كما أنه لم يكن يستوجب كل هذا التعنت. وأصل قصة البقرة أن قتيلا ثريا وجد يوما في بني إسرائيل، واختصم أهله ولم يعرفوا قاتله، وحين أعياهم الأمر لجئوا لموسى ليلجأ لربه. ولجأ موسى لربه فأمره أن يأمر قومه أن يذبحوا بقرة. وكان المفروض هنا أن يذبح القوم أول بقرة تصادفهم. غير أنهم بدءوا مفاوضتهم باللجاجة. اتهموا موسى بأنه يسخر منهم ويتخذهم هزوا، واستعاذ موسى بالله أن يكون من الجاهلين ويسخر منهم. أفهمهم أن حل القضية يكمن في ذبح بقرة. 

إن الأمر هنا أمر معجزة، لا علاقة لها بالمألوف في الحياة، أو المعتاد بين الناس. ليست هناك علاقة بين ذبح البقرة ومعرفة القاتل في الجريمة الغامضة التي وقعت، لكن متى كانت الأسباب المنطقية هي التي تحكم حياة بني إسرائيل؟ إن المعجزات الخارقة هي القانون السائد في حياتهم، وليس استمرارها في حادث البقرة أمرا يوحي بالعجب أو يثير الدهشة. 

لكن بني إسرائيل هم بنو إسرائيل. مجرد التعامل معهم عنت. تستوي في ذلك الأمور الدنيوية المعتادة، وشؤون العقيدة المهمة. لا بد أن يعاني من يتصدى لأمر من أمور بني إسرائيل. وهكذا يعاني موسى من إيذائهم له واتهامه بالسخرية منهم، ثم ينبئهم أنه جاد فيما يحدثهم به، ويعاود أمره أن يذبحوا بقرة، وتعود الطبيعة المراوغة لبني إسرائيل إلى الظهور، تعود اللجاجة والالتواء، فيتساءلون: أهي بقرة عادية كما عهدنا من هذا الجنس من الحيوان؟ أم أنها خلق تفرد بمزية، فليدع موسى ربه ليبين ما هي. ويدعو موسى ربه فيزداد التشديد عليهم، وتحدد البقرة أكثر من ذي قبل، بأنها بقرة وسط. ليست بقرة مسنة، وليست بقرة فتية. بقرة متوسطة. 

إلى هنا كان ينبغي أن ينتهي الأمر، غير أن المفاوضات لم تزل مستمرة، ومراوغة بني إسرائيل لم تزل هي التي تحكم مائدة المفاوضات. ما هو لون البقرة؟ لماذا يدعو موسى ربه ليسأله عن لون هذا البقرة؟ لا يراعون مقتضيات الأدب والوقار اللازمين في حق الله تعالى وحق نبيه الكريم، وكيف أنهم ينبغي أن يخجلوا من تكليف موسى بهذا الاتصال المتكرر حول موضوع بسيط لا يستحق كل هذه اللجاجة والمراوغة. ويسأل موسى ربه ثم يحدثهم عن لون البقرة المطلوبة. فيقول أنها بقرة صفراء، فاقع لونها تسر الناظرين. 

وهكذا حددت البقرة بأنها صفراء، ورغم وضوح الأمر، فقد عادوا إلى اللجاجة والمراوغة. فشدد الله عليهم كما شددوا على نبيه وآذوه. عادوا يسألون موسى أن يدعو الله ليبين ما هي، فإن البقر تشابه عليهم، وحدثهم موسى عن بقرة ليست معدة لحرث ولا لسقي، سلمت من العيوب، صفراء لا شية فيها، بمعنى خالصة الصفرة. انتهت بهم اللجاجة إلى التشديد. وبدءوا بحثهم عن بقرة بهذه الصفات الخاصة. أخيرا وجدوها عند يتيم فاشتروها وذبحوها. 

وأمسك موسى جزء من البقرة (وقيل لسانها) وضرب به القتيل فنهض من موته. سأله موسى عن قاتله فحدثهم عنه (وقيل أشار إلى القاتل فقط من غير أن يتحدث) ثم عاد إلى الموت. وشاهد بنو إسرائيل معجزة إحياء الموتى أمام أعينهم، استمعوا بآذانهم إلى اسم القاتل. انكشف غموض القضية التي حيرتهم زمنا طال بسبب لجاجتهم وتعنتهم. 

نود أن نستلفت انتباه القارئ إلى سوء أدب القوم مع نبيهم وربهم، ولعل السياق القرآني يورد ذلك عن طريق تكرارهم لكلمة "ربك" التي يخاطبون بها موسى. وكان الأولى بهم أن يقولوا لموسى، تأدبا، لو كان لا بد أن يقولوا: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) ادع لنا ربنا. أما أن يقولوا له: فكأنهم يقصرون ربوبية الله تعالى على موسى. ويخرجون أنفسهم من شرف العبودية لله. انظر إلى الآيات كيف توحي بهذا كله. ثم تأمل سخرية السياق منهم لمجرد إيراده لقولهم: (الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) بعد أن أرهقوا نبيهم ذهابا وجيئة بينهم وبين الله عز وجل، بعد أن أرهقوا نبيهم بسؤاله عن صفة البقرة ولونها وسنها وعلاماتها المميزة، بعد تعنتهم وتشديد الله عليهم، يقولون لنبيهم حين جاءهم بما يندر وجوده ويندر العثور عليه في البقر عادة. 

ساعتها قالوا له: "الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ". كأنه كان يلعب قبلها معهم، ولم يكن ما جاء هو الحق من أول كلمة لآخر كلمة. ثم انظر إلى ظلال السياق وما تشي به من ظلمهم: (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) ألا توحي لك ظلال الآيات بتعنتهم وتسويفهم ومماراتهم ولجاجتهم في الحق؟ هذه اللوحة الرائعة تشي بموقف بني إسرائيل على موائد المفاوضات. هي صورتهم على مائدة المفاوضات مع نبيهم الكريم موسى 


الغيبة والبهتان والنميمة

الغيبة والبهتان والنميمة 




 
بسم الله الرحمن الرحيم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
السلام عليكن ورحمه الله وبركاته 
يجب على المسلم حفظ لسانه عما نُهيَ عنه ، ومن هذه المنهيَّات والتي تساهل الناس في الوقوع فيها كثيراً الغيبة والبهتان والنميمة .



الغيبة هي ذكرك أخاك المسلم بما فيه بما يكره، والبهتان أن تذكره بما يكره بما ليس فيه، وهو أشدّ في التحريم. 




وأدلة تحريم الغيبه كثيرة من الكتاب والسنة 
قال تعالى 
: { وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } الحجرات / 12 . 

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله 
ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه . رواه مسلم2589 ( 




النميمة هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد بينهم. 

قال تعالى { هَمّازٍ مَشّاءٍ بنميم } سورة القلم / 11، وهي من الكبائر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة قتات " رواه البخاري. والقتات النمام، والمعنى أنه لا يدخلها مع الأولين 


وأدلة تحريم النميمة كثيرة من الكتاب والسنة ، 
منها : قوله تعالى : ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ) القلم/ 10 ، 11 ، وقوله تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) الهمزة/ 1 ، وعن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة نمَّام ) متفق عليه ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أنبئكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ) رواه مسلم 

عن ابن عباس قال : مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال : أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ، قال : فدعا بعسيبٍ رطْبٍ فشقه باثنين ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا . رواه البخاري ( 213 ) ومسلم ( 292 ) . 



قال النووي – نقلا عن أبي حامد الغزالي رحمهما الله : 
" وكل من حُملت إليه نميمة ، وقيل له : فلان يقول فيك ، أو يفعل فيك كذا : فعليه ستة أمور: 
الأول : أن لا يصدِّق ؛ لأن النمام فاسق . 
الثاني : أن ينهاه عن ذلك ، وينصحه ، ويقبح له فعله . 
الثالث : أن يبغضه في الله تعالى ؛ فإنه بغيض عند الله تعالى ، ويجب بغض مَن أبغضه الله تعالى . 
الرابع : أن لا يظن بأخيه الغائب السوء . 
الخامس : أن لا يحمله ما حكي له على التجسس ، والبحث عن ذلك . 
السادس: أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ، فلا يحكي نميمته عنه ، فيقول : فلان حكى كذا ، فيصير به نمَّاماً، ويكون آتياً ما نهى عنه " انتهى . 
" الأذكار " ( 275 ) . 


قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: 
" مما ينبغي اجتنابه ، والابتعاد عنه ، والتحذير منه : " النميمة " ، التي هي نقل الكلام من شخص إلى آخر ، أو من جماعة إلى جماعة ، أو من قبيلة إلى قبيلة ، لقصد الإفساد ، والوقيعة بينهم ، وهي كشف ما يُكره كشفه ، سواء أكره المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو كره ثالث ، وسواء أكان ذلك الكشف بالقول ، أو الكتابة ، أو الرمز ، أو بالإيماء , وسواء أكان المنقول من الأقوال ، أو الأعمال , وسواء كان ذلك عيباً ، أو نقصا في المنقول عنه ، أو لم يكن ، فيجب أن يسكت الإنسان عن كل ما يراه من أحوال الناس ، إلا ما في حكايته منفعة لمسلم أو دفع لشر . 
والباعث على النميمة : إما إرادة السوء للمحكي عنه ، أو إظهار الحب للمحكي عليه ، أو الاستمتاع بالحديث والخوض في الفضول والباطل ، وكل هذا حرام 




و على كل من وقع منه الغيبة أو البهتان أو النميمة أن يتوب ويستغفر فيما بينه وبين الله ، فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه فليذهب إليه وليتحلل منه ، فإن لم يعلم فلا يُبلغه بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه كما تكلم فيه في غيبته . وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة ، فإنه يكتفي بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له . 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " . 
رواه البخاري ( 2317 ) . 


قال شيخ الإسلام ابن تيمية 
ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته ، لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه ، وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد : أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك ، وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته ؛ كما قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته . 
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 291 ) . 

وفي الحديث الصحيح : ( من كان عنده لأخيه مظلمة في دم أو مال أو عرض فليأته فليستحل منه قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار إلا الحسنات والسيئات . فإن كان له حسنات وإلا أُخِذَ من سيئات صاحبه فطرحت عليه ثم يلقى في النار ) أو كما قال . وهذا فيما علمه المظلوم ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك فقد قيل : من شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك ، وهذا قول الأكثرين وهما روايتان عن أحمد . لكن قوله (في) مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات كالدعاء له والاستغفار وعمل صالح يُهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى . 
"مجموع الفتاوى" (18/189) . 


مجمع من موقع 
الإسلام سؤال وجواب 

نساء مبشرات بالجنة

نساء مبشرات بالجنة



لقد علمنا بالمبشرين بالجنة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هل هناك مبشرات بالجنة ؟
 هل ساوت المرأة الرجل في هذا الجانب ؟ 


هل نافسته ؟ 
هل سبقته ؟ 

نعم لقد نافست المرأة الرجل في دخول الجنة. 

فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها يأتي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: (اقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومني، وبشرها ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب). رواه البخاري ومسلم

وهذه فاطمة رضي الله عنها يقول لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة ) رواه مسلم وفي رواية لغيره ( سيدة نساء أهل الجنة ) 

وهذه أم سليم ـ رضي الله عنها ـ قال عنها صلى الله عليه وسلم: ( دخلتُ الجنة فسمعت خشفةً بين يدي فإذا هي العـميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك ) فرضي الله عنها سبقت النساء والرجال إلى الجنة اللهم ارض عنها وعن كل صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

أما المرأة السوداء التي رآها ابن عباس فقال : هذه امرأة من أهل الجنة، ثم أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم خيرها بين الصبر والجنة، حيث جاءته وقالت: 
يا رسول الله إني امرأة أصرع فادع الله لي. 
فقال: أتصبرين ولك الجنة؟ 
قالت: نعم، ولكن ادع الله لي أن لا أتكشف. 
فدعا الله لها فكانت تصرع ولا تتكشف رضي الله عنها، بشرت بالجنة لصبرها على قدر الله، ومع بشارتها بالجنة فهي لا تريد أن يرى أحد شيئاً من جسدها، ولو حصل ذلك فهي معذورة لكنها تكرهه . 

فأين هذه الصحابية التي بشرت بالجنة وتكره أن يرى أحد شيئاً من جسدها، أين هي ممن لم يبشرن بالجنة ويعرضن أجسادهن أو شيئاً من مفاتنهم لكل غادٍ ورائح ؟؟؟ أين هي من نساء المسلمين اليوم الاتي قلدن النساء الغربيات في لبسهن الضيق والشفاف والبنطال ؟؟ تخشى أن ينكشف شيء من جسدها وهي معذورة شرعا ، فلا إله إلا الله ما أتقاهن لله !!

قصة وعبرة : توبة بائع أشرطة

قصة وعبرة : توبة بائع أشرطة






‏س .ع شاب أردني ، قدم إلى هذه البلاد بحثاً عن عمل فوجده ولكنه وجد شيئاً آخر لم يخطر له على بال لقد وجد حلاوة الإيمان ، يروي هذا الشاب القصة فيقول : 
أنا شاب أردني ، قدمت إلى السعودية (تبوك) بحثاً عن عمل ، ولم أكن آنذاك مسلماً حقيقياً ، وإنما كنت مسلماً بالوراثة كحال كثير من المسلمين في هذا الزمن العصيب .. 
في البداية عملت في أحد المطاعم ، ثم طلب مني صاحب المطعم أن أعمل في محل له لبيع أشرطة الفيديو ، وما أدراك ما أشرطة الفيديو ، وما فيها من الخلاعة والمجون أو في أكثرها على الأقل ، وفي إحدى الليالي ، دخل علي شاب مشرق الوجه بهي الطلعة تبدو عليه علامات الصلاح والالتزام .. " وعجباً .. ماذا يريد هذا الشاب ؟! " قلتها في نفسي .. 
مد هذا الشاب يده وصافحني بحرارة وقد علت محياه ابتسامة رائعة تأسر القلب ، وتزيل الوحشة ، وتحطم الحواجز النفسية التي كثيراً ما تقف حائلاً تمنع وصول الخير إلى من هم في أمس الحاجة إليه ، ثم نصحني نصيحة موجزة ، وحذرني من عاقبة مثل هذا العمل ، وما يترتب عليه من إفساد للمجتمع ونشر للرذيلة بين أفراده ، وأن الله سيحاسبني على ذلك يوم القيامة ، وبعد أن فرغ من حديثه ، أهدى إلي شريطا للشيخ تميم العدناني عن " كرامات المجاهدين " .. كنت أسكن بمفردي وأعاني من وحدة قاتلة ، وقد مللت سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام ، فدفعني الفضول لاستماع ذلك الشريط الذي يتحدث عن كرامات المجاهدين .. وما أن أنجزت سماعه حتى انتابني شعور بالخوف والندم ، واكشتفت حقيقة حالي وغفلتي عن الله وتقصيري تجاه خالقي سبحانه فانخطرت في البكاء .. بكيت بكاءً مراً كما يبكي الطفل الصغير من شدة الندم ، لقد تحدث الشيخ وهو ممن نذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله تحدث عن كرامات المجاهدين وبطولاتهم ، أولئك الذين يقفون على قمم الجبال وهم يرفعون راية لا إله إلا الله ، وقد باعوا أنفسهم لله ، وحملوا أرواحهم على أكفهم ليقدموها رخيصة في سبيل الله ، فعقدت مقارنة بينهم وبين من ينشر الرذيلة والفساد ، ويعيش كما تعيش البهائم لا هم له إلا إشباع شهواته البهيمية ، الأدهى من ذلك أنني لم أركع لله ركعة واحدة منذ اثني عشر عاماً مضت من عمري الحافل بالضياع والمجون .. لقد ولدت تلك الليلة من جديد ، وأصبحت مخلوقاً آخر لاصلة له بالمخلوق السابق ، وأول شيء فكرت فيه التخلص من العمل في ذلك المحل والبحث عن عمل شريف يرضي الله عزوجل . 
ولكن أأنجو بنفسي ، وأدع الناس في غيهم وضلالهم ؟ فرأيت أن أعمل في محل الفيديو سنة أخرى ، ولكنها ليست كالسنوات السابقة ، لقد كنت في تلك السنة أنصح كل من يرتاد المحل بخطورة هذه الأفلام وأبين لهم حكم الله فيها، راجياً أن يغفر الله لي .. 
ولم تمضي الأيام حتى جاء شهر رمضان هذا الشهر الذي لم أشعر بحلاوته إلا في هذه السنة فقد أقبلت على قراءة القرآن أما العمل فقد كا ن بجوار محل الفيديو الذي كنت اعمل فيه تسجيلات لبيع الأشرطة الإسلامية ، وبعد أن مضت السنة الخامسة حتى انتقلت إلى تلك التسجيلات الإسلامية وشتان بين العملين اما صاحب المحل السابق محل الفيديو فقد قمنا بنصحه وتذكيره بالله ونحمد الله أنه استجاب وترك المحل لوجه الله وأذكر أنني رأيت رؤياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما زاد في إيماني بالله في تلك الفترة كما رأيت رؤياً أخرى رأيت فيها الشيخ عبدالله عزام رحمه الله الذي تأثرت لمقتله كثيراً وبكيت لذلك كما رأيت رؤياً لبعض المشايخ وكلها زادت في إيماني وتثبيتي على الحق .. 
وفي الختام أسأل الله أن يثيبني وإياكم على دينه كما أسأله أن يجعل ما قلته عبرة لكل غافل فالسعيد من اعتبر بغيره


Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...